أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

أليغري يعود إلى ميلان - رهان على الماضي أم مقامرة بمستقبل الروسونيري

ميلان يراهن على أليغري

تشهد الساحة الكروية الإيطالية عودة مثيرة لماسيميليانو أليغري كمدرب جديد لنادي إي سي ميلان، في ولاية ثانية بعد مسار تدريبي بارز مع يوفنتوس وميلان سابقًا. تأتي هذه العودة وسط توقعات جماهيرية عالية وطموحات بإعادة العملاق الروسونيري إلى واجهة المنافسة المحلية والأوروبية. المقال التالي يستعرض رؤية أليغري التكتيكية، التحديات التي تنتظره، وموقف الإدارة والجمهور من تعيينه الجديد.

أليغري - ميلان
ماسميليانو أليغري - ميلان

في 30 مايو 2025، أعلن النادي رسميًا إعادة تعيين أليغري بعد إقالة البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الذي قاد الفريق لفوز بكأس السوبر الإيطالي ولكنه خسر بطاقتي التأهل الأوروبي بعد إنهاء الدوري في المركز الثامن . رغم محاولات كونسيساو لإنقاذ الموقف وتحقيق شبه إنجاز محلي، إلا أن الجماهير عبرت عن غضبها بنهاية الموسم، مما دفع الإدارة لاتخاذ قرارات جريئة بالعودة إلى خبرة أليغري.

من هو ماسميليانو أليغري ؟

أليغري (57 عامًا) سبق له قيادة ميلان بين 2010 و2014، حيث حقق لقب الدوري الإيطالي لموسم 2010-11 Reuters. كما أنه يتمتع بسجل متفوق مع يوفنتوس: خمسة ألقاب دوري، أربع كؤوس إيطالية وزيارتي نهائي دوري أبطال أوروبا. لكن مسيرته واجهت عقبة بسبب إيقافه في نهائي كأس إيطاليا إثر احتجاجه على الحكم، ما أدى إلى فصله من يوفنتوس قبل نهاية موسمه الأخير .

الفلسفة التكتيكية لأليغري 

  • البراجماتية والتكيّف حسب المنافس
يعترف أليغري بأنه من المدربين الذين لا يحبون فرض فلسفة ثابتة طوال الموسم، بل يغيّر الخطة وفق الخصم والنتائج . يعتمد غالبًا على أشكال عدة (4-3-3، 3-5-2، 4-2-3-1) حسب الحالة، وهو ما يفضّل المرونة على الثبات.
"أنا لا أهوى الخطط الأكثر من اللازم، بل أتصرّف تلقائيًا حين يوفّر الإلهام نفسه" Football-Italia.
  • الدفاع المنخفض والهجمات المرتدة
أليغري يفضّل الدفاع بخطوط متأخرة (بلو بلوك–لو ميد بلوك)، والاعتماد على مهاجم واحد أو اثنين للهجمات المرتدة .
في تصريحاته الأخيرة، قال إنه "مدرب يهوى الدفاع. ولا يميل للضغط العالي لأنه يعني فتح مساحات خلف الدفاع" .
  • الهجمات المرتدة كمفتاح للهجوم الفعال
يعتمد ماسميليانو بشكل كبير على التحوّلات الهجوميّة (attack-in-transition)، عبر كرات عموديّة وسريعة تخترق دفاع الخصم بالثلث الأخير من الملعب .
و كذلط يبحث عن التحوّل السريع. ويعتمد على إمكانيات اللاعبين الفرديّة" .
بذلك، يكون عدد فرص الهجوم محدودًا ولكنها غالبًا خطيرة.
  • إدارة اللاعبين  البدلاء 
يتّسم أليغري بالهدوء داخل الملعب ويعتمد على التعديلات الدقيقة حسب السياق، لاسيما خلال الشوط الثاني .
تعدّ هذه نقطة قوة، حيث يحرص على تأمين التقدم أو تعديل الخطة حسب الحاجة.

التحديات التي تواجه أليغري في ميلان الجديد

لا يقتصر التحدي على الجوانب الفنية أو السوقية فقط، بل يمتد إلى البنية الذهنية داخل غرفة الملابس. فمع تعيين أليغري، بدأت تُطرح تساؤلات حول مدى قدرته على استعادة روح الانتصار المفقودة بعد موسم كارثي لميلان. عقلية اللاعبين، التي تأثرت بالتغيير المتكرر في الأجهزة الفنية، قد تشكل عائقًا إضافيًا أمام عملية إعادة البناء، خصوصًا أن أليغري ليس من نوعية المدربين الذين يلجأون إلى الخطابات العاطفية، بل يعتمد أسلوبًا جافًا وواقعيًا في تحفيز لاعبيه.
  • رحيل لعناصر أساسية 
رغم تجديد المدرب، يواجه النادي قرار الإدارة ببيع لاعبين مهمين، مثل تيجاني رايندرس وتيو هيرنانديز ورافيل لياو. غيابهم يقلّل من خيارات أسلوب أليغري، خاصة فيما يتعلق بالتحوّلات الهجوميّة التي تعتمد على لاعب وسط دفاعي قادر على الانطلاق.
  • عدم ثبات الهوية الجماعية 
من وجهة نظر فنية، تعتمد فلسفة أليغري على تغيير الأشكال حسب المنافس، ما قد يؤدي إلى افتقاد الهوية الثابتة للاعبين.
  •  الضغط الجماهيري
على الجانب الآخر، ضغط الجماهير بلغ ذروته مع احتجاجات عنيفة ضد الإدارة، حيث خرج الآلاف مطالبين بـ"مغادرة المالكين"، وهددوا بالتخلي عن حضور المباريات إذا لم تُستجب الطلبات . هذا الزخم الخارجي لا يسمح لأليغري بفترة سماح؛ إذ سيتعرض لأي إخفاق حتى لو كان ضمن الظروف الاقتراحية الراهنة.

الخاتمة :
بين الإرث الذي يحمله أليغري من إنجازات سابقة والتحديات الجديدة التي تفرضها كرة القدم الحديثة، يقف المدرب الإيطالي أمام اختبار هو الأهم في مسيرته. فنجاحه لن يقاس فقط بعدد النقاط أو الألقاب، بل بقدرته على إعادة ميلان إلى هويته وشخصيته التاريخية. وإن فشل، فلن يكون وحده من يُحاسب، بل ستُفتح أبواب المحاسبة على مصراعيها أمام إدارة لم تتعلم بعد أن الماضي وحده لا يبني المستقبل.
تعليقات